في مرآة السقوط: قراءة تحقيقيّة معمّقة في انكشاف ما كان مستورًا في دهاليز التحكيم والرياضة المصرية.
حين تنكشف الغابة بعد احتراق أوراقها في لحظاتٍ بعينها، لا تحتاج الحقيقة إلى من يبحث عنها؛ بل هي التي تنهض بنفسها من تحت الركام، وتفرض حضورها، وتُسقط الأقنعة التي طالما وُضعت فوق وجوهٍ احترفت صناعة الوهم. وفي تاريخ الرياضة المصرية، كانت هناك دومًا “مرويات”، و”اتهامات”، و“روايات ظلّية” يدور بعضها حول تحكيمٍ منحاز، ولجانٍ تُدار في الخفاء، وقراراتٍ تُصاغ في غرف مغلقة، و“بطولاتٍ” تُنسب لأقدام اللاعبين بينما حُسمت في ظنّ بعضهم في مكاتب الإداريين. وكانت هذه التصوّرات تُرمى دائمًا في خانة “نظرية المؤامرة”، وتُسخر منها الشاشات، ويتبرّأ منها العقلاء، بل ويُعاقَب من يروّج لها باعتباره ناقلًا للفتنة ومعاديًا لـ“النزاهة الرياضية” التي تُقدَّم في الخطاب الرسمي باعتبارها خطًا أحمر. غير أنّ الأيام بما تحمله من مفاجآت تأبى إلا أن تفتح الملفات المغلقة، وتكشف ما ظلّ لسنوات في مقام الهمس. وقد شهدت الساحة الرياضية المصرية في الأيام الأخيرة جملةً من التصريحات والاعترافات والحوارات العلنية التي وضعت كثيرًا من “المسلّمات” في موضع السؤال، وأعادت فتح الجراح القديمة التي حاول البعض ترقيعها بالشعار...